* رغم إصابتها بـ متلازمة داون.
منذ أن فتحت عينيها على الدنيا بدأت رحلة التحدى والنضال بسبب إصابتها بـ متلازمة داون وساعدها على ذلك أسرتها التى تؤمن بقضاء الله ولا تبالى بما يقوله الناس، ولم يخفوها عن الأعين مثلما كان سائدا فى ذلك الوقت.
التحقت بمدرسة لذوى الإعاقة الذهنية، ومارست هوايتها الرياضة فى الوقت نفسه، وبتشجيع أسرتها ومدربها حصدت العديد من البطولات ولا تزال تحلم بالمزيد.. إنها دينا جلال موسى التى حاورتها -صناع التحدى- بمناسبة الإحتفال اليوم العالمى لـ متلازمة داون، فهى ليست فقط نموذجا مشرفا لمتحدى الإعاقة، بل لأى إنسان.
تقول دينا 43عاماً: ولدت عام 1970ومنذ اللحظة الأولى لمولدى فى المستشفى عرف الطبيب إنى مصابة بـ متلازمة داون وكان رد فعل أسرتى هو تقبل الأمر بنفس راضية، ورغم أن المجتمع لم يكن لديه ثقافة الإعتراف بذوى الإعاقة الذهنية، إلا أن أسرتى لم تخفينى عن أعين الناس وفرضت وجودى على الجميع، فالتحقت بمدرسة خاصة -القسم الخاص بذوى الإعاقة الذهنية- وكان عمرى أربع سنوات.. أمى بذلت معى مجهودا شاقا لكى أتعلم، كانت تحضر مربعات ورق صغيرة وتكتب عليها بألوان مختلفة حتى أعرف كل ورقة من لونها ومع التكرار والملاحظة تعلمت، أيضا أختى الصغيرة لعبت دورا هاما لأنها عندما دخلت المدرسة كانت تعود إلى المنزل وتقوم بعمل الواجبات، فكنت أقلدها وأبقى فى حجرتى أكتب مثلها.
¤ رحلتها مع الرياضة:
وتضيف: أمى منحتنى حقى فى الحياة عندما أدخلتنى عالم الرياضة، وكان بداخلها رغبة قوية بأن تجعلنى أعيش حياة طبيعية مثل أى بنت، فكانت تصحبنى إلى النادى، وإشتركت فى إحدى الجمعيات المهتمة بذوى الإعاقة، وفيها بدأت أتدرب على رياضة -دفع الجلة- وفى عام 1993أشتركت فى مسابقة للأوليمبياد الخاص بلبنان بعدها شاركت فى العديد من المسابقات العربية والأفريقية والأولمبياد الخاص بأمريكا فى رياضة دفع الجلة وحصلت على العديد من الميداليات الفضية والبرونزية، بعد ذلك أصبحت أحمل لقب المتحدث الرسمى بإسم اللاعبين فى الأولمبياد الخاص الدولى والمحلى، وهنا تحولت من لاعبة إلى متحدثة رسمية فقط.
¤ لقاء الرئيس الأمريكى:
وتكمل دينا: فى عام 2003سافرت إلى تكساس لحضور مؤتمر لأتحدث عن تجربتى مع الأوليمبياد الخاص، وتوالت الرحلات بعد ذلك إلى تونس واليابان لحضور مراسم إيقاد الشعلة -شعلة الأمل- ومن أهم الشخصيات التى التقيت بها خلال المؤتمرات والسفريات المتعددة هو الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش وزوجته لورا بوش فى البيت الأبيض عام 2005 فى أثناء إقامة إحدى الإحتفاليات المتعلقة بالأولمبياد الخاص، وكانت سعادتى لا توصف بهذا اللقاء، بعد ذلك بدأت مرحلة جديدة مع الأولمبياد الخاص حيث أصبحت موظفة بمكتب الأولمبياد بالقاهرة أستقبل كبار الزوار واتواصل معهم وأقوم بالتنسيق لإعداد المؤتمرات، من أهم المؤتمرات التى شاركت فيها المؤتمر الإقليمى الأول فى سوريا، وألقيت كلمة عن مشوارى الرياضى وإختتمتها قائلة: أنا عارفة إنى معاقة ولكن المهم أنا دلوقتى بقيت أيه.
¤ العزف على البيانو:
رغم تفوقها الرياضى إلا أنها تجيد العديد من الهوايات الأخرى وهذا ما أخبرتنا به دينا قائلة: أحب سماع الموسيقى، وتعلمت العزف على البيانو منذ الثامنة من عمرى فتلقيت دروسا فى المدرسة إلى جانب دروس خاصة بالمنزل، قمت بالعزف فى إفتتاح مهرجان سينما الأطفال الدولى فى دار الأوبرا عام 1999، كما عزفت فى مؤتمر المرآة العربية، ومن هواياتى أيضا الرسم وتحديدا رسم الجوامع بالشمع -فن الباتيك- وبعيدا عن الفنون عامة أحب الكتابة ولدى العديد من الكشاكيل الكبيرة التى أحضرتها من مختلف بلاد العالم، أكتب فيها عن حرب أكتوبر وقضية فلسطين التى بحثت عنها وما أزال وعرفت موقعها الجغرافى وتاريخها منذ الكنعانيين نهاية إلى الإحتلال الإسرائيلى وإقامة المستعمرات والجدار العازل، وأيضا بحثت عن فترة الاحتلال البريطانى لمصر، أبحث وأدون كل ما أعرفه، كما أننى حصلت على دورة كمبيوتر وأصبحت أتقن الكتابة علية والبحث عبر الإنترنت.
وفى النهاية الحوار تحدثت دينا عن أحلامها قائلة: أحلم بالصعود إلى الفضاء حيث أشعر بأن داخلى جاذبية كبيرة تجاه هذا الحلم ولا أعرف كيف سيتحقق، ولكنى أؤمن بأن الإنسان لو بطل يحلم يموت، مهما كانت صعوبة الحلم وأنه عندما يحلم بشئ لابد وأن يتحقق بالسعى.
الكاتب: إجلال راضى.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.